إن شعارا من قبيل" الثقافة هي الحصانة الأولى ضد اليأس" شعار عميق عندما يقرأ بعيدا عن أية ملابسات، لكنه اليوم يصاغ هنا لمجابهة الحراك الثقافي، إثر مهزلة المعرض المغاربي للكتاب، هذا الحراك الذي هز أشجار خريف الفساد (توته وسنديانه) المستشري في الجسد الثقافي في السنوات الأخيرة، وجاء هذا الشعار في سياق الدفاع عن هذا المعرض الذي أثار غضب الحقل الثقافي برمته في الجهة الشرقية، من خلال البيان الضارب الموقع من طرف أزيد من 220 كاتب ومثقف ومهتم، فضلا عن أكثر من 120 توقيعا في موقع آفاز العالمي، وعلاوة على بيانات أخرى، واستنكارات عدة.
لم يكن بحسباني أن وقوف المثقف في صف ثقافة المركزة والإقصاء والتهميش والريع يمكن أن يأتي في سياق "التحصين ضد اليأس"، وكأن نبض الناس الذي ورد في الحوار لا علاقة له بنبض الحقل الثقافي الذي انتفض وصرخ بأعلى صوته أن لا لممارسة ثقافية لا تأخذ بعين الاعتبار مثقف الجهة، ممارسة ليس في حسبانها ترشيد المال العام لخدمة الثقافة وإنما تسخيره لخدمة أهداف تسييح الثقافة وتشتيت المثقفين وزرع الفتنة بينهم، بإشراك أشخاص وإقصاء الغالبية وهيمنة مثقفين من خارج الجهة، وكأن نبض هذا الحراك الثقافي يزرع اليأس، أو كأن المثقف أو المبدع أو الفاعل الثقافي مطالب فقط بالانصياع لترتيبات كواليس مديرية الثقافة ومن يدور في فلكها، وليس من حقه أن يرفع عاليا نقطة نظام، وإن فعل رفعت في وجهه فزاعة التيئيس.
في مقابل هذا الشعار / الحق الذي يراد به باطل، كنت قد صغت محاولة لتوصيف العمل الثقافي في المرحلة التي نعيشها وطنيا وجهويا ومحليا، وذلك من خلال مقالي الذي اندرج ضمن الكتابات المواكبة لتوقيع البيان المندد بالمنهجية غير التشاركية للمعرض إياه، وقد عنونته ب: #بؤس_العمل_الثقافي_و_سبل_الممانعة وفيه إجابات على اللغط الذي يمكن أن يثار من جديد حول الحراك الثقافي مؤخرا، وخلاصة القول إن الحقل الثقافي بالمغرب انتقل منذ مدة من قمع الثقافة إلى إفسادها، ويجب على المثقف أن يتحمل مسؤوليته التاريخية في الوقوف في صف التغيير، لا المرافعة نيابة عن الريع والفساد الثقافي، وطمس تطلعات مثقفي الجهة إلى عمل ثقافي تشاركي واسع ووازن وديمقراطي، واختزال حركيته النضالية في نزوعات فردانية وحزازات شخصية و"مزايدات وذاتيات وتصفية حسابات ونسج بهاتين" ...
المطلوب تأسيس تقاليد جديدة للعمل الثقافي تقطع مع الفردانية وشخصنة الصراع الثقافي والهرولة والانتفاع الضيق، الحلقية الضيقة، المطلوب نقد مستمر ومن دون هوادة لذهنيات الانتفاع الثقافي والماكيافيلية المثقفية، والمطلوب كذلك القطع مع ذهنيات العداء والصراع الهامشي بين الفاعلين والكتاب والمبدعين والمثقفين حتى صاروا لا يميزون عن العامة في هذه المسلكيات، ولا أعتقد أن هناك فرقا بين من يقف في صف الريع الثقافي ويرافع عنه ومن يقزم الحراك الثقافي ويجره إلى صراعات هامشية وشخصية، كل منهما يخدم السياسة الثقافية الرسمية، ويشوه طبيعة الصراع باعتباره قائما بين قوى الإفساد وقوى التغيير.
في مقابل هذا الشعار / الحق الذي يراد به باطل، كنت قد صغت محاولة لتوصيف العمل الثقافي في المرحلة التي نعيشها وطنيا وجهويا ومحليا، وذلك من خلال مقالي الذي اندرج ضمن الكتابات المواكبة لتوقيع البيان المندد بالمنهجية غير التشاركية للمعرض إياه، وقد عنونته ب: #بؤس_العمل_الثقافي_و_سبل_الممانعة وفيه إجابات على اللغط الذي يمكن أن يثار من جديد حول الحراك الثقافي مؤخرا، وخلاصة القول إن الحقل الثقافي بالمغرب انتقل منذ مدة من قمع الثقافة إلى إفسادها، ويجب على المثقف أن يتحمل مسؤوليته التاريخية في الوقوف في صف التغيير، لا المرافعة نيابة عن الريع والفساد الثقافي، وطمس تطلعات مثقفي الجهة إلى عمل ثقافي تشاركي واسع ووازن وديمقراطي، واختزال حركيته النضالية في نزوعات فردانية وحزازات شخصية و"مزايدات وذاتيات وتصفية حسابات ونسج بهاتين" ...
المطلوب تأسيس تقاليد جديدة للعمل الثقافي تقطع مع الفردانية وشخصنة الصراع الثقافي والهرولة والانتفاع الضيق، الحلقية الضيقة، المطلوب نقد مستمر ومن دون هوادة لذهنيات الانتفاع الثقافي والماكيافيلية المثقفية، والمطلوب كذلك القطع مع ذهنيات العداء والصراع الهامشي بين الفاعلين والكتاب والمبدعين والمثقفين حتى صاروا لا يميزون عن العامة في هذه المسلكيات، ولا أعتقد أن هناك فرقا بين من يقف في صف الريع الثقافي ويرافع عنه ومن يقزم الحراك الثقافي ويجره إلى صراعات هامشية وشخصية، كل منهما يخدم السياسة الثقافية الرسمية، ويشوه طبيعة الصراع باعتباره قائما بين قوى الإفساد وقوى التغيير.
Tags:
ثقافة