حُبُّكِ
جَيَّشَ فِيَّ ملائِكَ وادٍ مَسكونٍ بالعِطْرِ
مَبْهورٍ بِأَعْطافِ الحَرْفِ الوَضّاءْ
وادٍ ذو شَلالاتٍ من دِفْقٍ أزَلِيٍّ
مضفورٍ بِقصائدَ يَسكُنها شَذى الوَردِ
عُمْري ذاك عَشقتُهُ
مِن عِشقي لكِ الأبديّ
حُبُّكِ
هيَّجَ فيَّ نُزوعَ الغَوصِ عَميقًا في النور الوهاجِ
في عَتْماتي
ها كاتارْسيسُ عِشقكِ يَغْمُرُني في الأَمداءْ
يَغْسِل قلبي بِشُواظِ الأنواءْ
أَتَعَلّمُ كَيفَ أَكونُ رَهيفاً أُسْلِمُ روحي لِهَسيسِ الحُبّ المَبْهورِ بِنَجْواكِ
لأُطَهّرَ قلبي مِن هَمجيّة شِرياني
مِن وحشٍ يَسْكُنُني
يَتَمَلّكُني في العِلم وفي الحُلمِ
وَحْشٌ يَفْتَرِسُ الحُبَّ
يَنهَشُ حَبْلَ عِشقي السُّرّيِّ
يَقْتُلُنا في ذِروَة الرقصاتِ
في صَخبِ الوَردِ الباسمِ للأوقاتِ
كَيفَ صِرتُ أنا عبدَ أناي الوَلهانْ ؟
كَمُحالٍ يَسْلُبُ مِنكِ بريقَ العَينَينِ ويَأخُذُ وَهَجَ الزّهْرِ الفَوّاحِ ليَأسَرَ روحَكِ في الأَحزانْ
عِشْقُكِ
يَغْسِلُ صَدْري
يَفتَحُني بِالمِشْرَطِ
يَسْتأصِلُ لَوْثةَ عُدْوانٍ كَمْ عَذّبَني
آذَيْتُكِ في الحُبِّ عَميقا
وَصَبَرتِ على خَبلي يا قِدّيسَةَ عِشْقي
ها كاتارسيسُ الحُب يُنقِذُني
مِن هَمجيةِ وَلَهي العاصِفِ مِثلَ عَجاجَةِ عُنْفٍ تَقْتَلِعُ الوَرْدَ مِنَ الأوْصالْ
وَلَهي
سَكَنتْهُ رياحُ الأرواحِ المَجنونَهْ
مارِدُ نارٍ يُحْرِقُ جَناتِ العِشق،
في رمادِ الغَرامْ
لا تُزهرُ لي زغاريدُ العَنقاءْ
صَخْرُ الحُبّ لا يُحْييهِ نَحيبُ الخَنْساءْ
الحُبُّ عَذابٌ مادام حَريقاً لا يُزْهِرُ وَرداً في الظّلماءْ
الحُبُّ هُلامٌ ما دام هَجيراً لا تَخْضَرُّ بِقُبْلَتِهِ البَيداءْ
الحبُ سرابٌ ما لمْ يُسْعِدْ نَبضَ الروحِ بِسيمْفونِيّةِ العِشقِ المُتعالي عَنْ وَجَعِ الأشْجانْ
الحُبُّ وُجودٌ أبْهى مِنْ مَلَكوتِ الأَكْوانْ
كُلُّ الصَّلواتِ
بَينَ يَديكِ بَلسمُ روحي
العشقُ يُطَهرُني
في أسْلاكِ الشوكِ سَينشُرني!
كيْ أبرأَ مِنْ ظَمإ الحَجّاجْ
عِشقُكِ
يَأسَرُني في حُضْنِكِ
مِثلَ طِفلٍ يَثورُ ببابِ المَلكوتِ
ثُمَّ يبكي في غَمْرَةِ الزّلْزالْ
حُبُّكِ
أزْهَرَ لي في الأكوانِ صُنوفاً مِنْ وَرْدٍ يَسْحَرُني
وفَرشتِ بَساطَ الدّفءِ لي
في الذُّرى طِرتِ بعيداً بي
لكنّي صِرتُ زوابِعَ مِنْ رَمْلِ ذُكورَتِنا العَمْياءْ
ها كاتارسيسُ عِشقك يَغسِلُ قلبي
كيْ أولَدَ غُرّا كَبياضِ الوَردِ النّابِت بَين يدَيْكِ
حُبكِ
سَيّجني بأكاليلِ العِطرِ
طوَّقني بأريج الثّغرِ
عِشقُكِ بَحرُ هُدوئي وَجُنوني
يا قِبلۃَ أشواقي وحَنينَ المَوالْ !
عبد القهار الحجاري