حال الصديق الأنيس الجليس في فاس
سويقة الكتب والمجلات المستعملة والمنسوخة والقديمة (سويقة الليدو) أو حفرة الليدو، بفاس هذا المساء، حيث لاحظت تراجعا كبيرا في المطبوعات المعروضة، وقد كنت تجد ضالتك في كتب الثقافة والفن والأدب إبداعه ونقده، أما اليوم فقد رأيت تصدر كتب المقررات الدراسية والمطبوعات المطلوبة في الجامعة، وكتب "التنمية الذاتية" وبعض الروايات لمن اخترقت شهرتهم الآفاق... فيما توارت المجاميع القصصية والدواوين الشعرية والمجلات الثقافية والفنية والأدبية في الرفوف المزدحمة، وخلف ركام الأوراق المتآكلة، وعليك أن تسأل الباعة عن ضالتك، لعل الحظ يحالفك فتجد نزرا يسيرا منها، كما لاحظت حالة الإهمال الذي يعاني منه هذا السوق القديم القابع جنب الوادي الذي يمكن أن يهيج بحملة مفاجئة في أي وقت ويضر بالمحلات القصديرية التي تضم ذخائر نفيسة، ما يطرح تأهيل سويقة الليدو، وتمكين الباعة من خلال جمعيتهم: جمعية المعرفة للكتب المستعملة بسوق الليدو التي تأسست سنة 2008، من محلات لائقة بسوق لائقة تخصص للكتب المستعملة.
حفرة الليدو ملاذ الطلبة والباحثين والقراء على قلتهم، تؤدي دورا هاما في تيسير الكتاب وتوفيره، لكن حالة السويقة المكونة من محلات الصفيح تبين معاناة الكتبيين ورواد السويقة مع الحر بدروبها صيفا ومع القر شتاء وتهديد السيول المحتمل، كما تبين قيمة الكتاب في بلدنا السعيد وفاس هي العاصمة العلمية للمملكة منذ أن كانت فاس بعَدْوَتَيْها.
حال الكتب المستعملة والجديدة في الأسواق وفي المكتبات على حد سواء لا يسر عدوا، في فاس وفي وجدة وفي الرباط حتى، إنه واقع مرير محزن.